كثيرة هي التحديات التي تواجه الدراما السورية ، تلك التحديات التي لم يكن أولها انتعاش الدراما الخليجية وقوة تسويق الدراما المصرية ولم يكن آخرها انتشار المسلسلات التركية بعجرها وبجرها .. 
 
ولكن اليوم هناك تحدٍ جديد تمثل بالأزمة المالية الاقتصادية العالمية والتي أرخت بظلالها بشكل أو بآخر على الإنتاج الدرامي شئنا أم أبينا ولعل الأرقام تثبت صحة ما نذهب إليه بالقول ، فمما لا شك فيه أن عدد المسلسلات القليل نسبياً هذا العام بالمقارنة مع العام الماضي أو الذي سبقه يعكس أن هناك مشكلة ما تلوح بالأفق أتفق الكثير من (أهل الاختصاص) على تفسيرها بأنها تأثر بالأزمة العالمية خاصة أن القطاع الدرامي التلفزيوني هو في النتيجة فن واقتصاد وتجارة .. 
 
وإضافة لذلك كله فهناك مسلسلات كادت أن تقلع ولكنها توقفت فجأة وأجّل منتجوها تصويرها إلى أجل غير مسمى ، لا بل بات من الطبيعي اليوم أن نرى أكثر من منتج سوري وعربي يجمعون جهودهم معاً لإنتاج المسلسلات ذات الميزانيات الضخمة كما هو الحال في مسلسل (هدوء نسبي) إخراج شوي الماجري الذي اجتمعت أربع جهات إنتاجية عربية لإنجازه هي شركة إيبلا السورية ، قطاع الإنتاج المصري ، روتانا خليجية و (ART) ، كما اجتمعت ثلاث جهات لإنتاج مسلسل (صدق وعده) إخراج محمد عزيزية هي شركة سامة للإنتاج الفني وشركة ايبلا للإنتاج وقطاع الإنتاج في مصر ..
 
ـ أزمة أثّرت على الدراما 
  يؤكد المخرج أحمد إبراهيم احمد تأثير هذه الأزمة على الدراما ويتحدث من منطلق تجربته الشخصية فيقول : كان لدي مجموعة من المشاريع لتصوير أربعة مسلسلات تم الاتفاق حول إنجازها مبدئياً بشكل شفهي على أن تُنجز قبل رمضان ولكن هذه المشاريع كلها إما توقف أو أجّل لما بعد شهر أيلول المقبل ، وقد أدت الحالة الاقتصادية العامة لانخفاض عدد الأعمال ، وبالتالي الأزمة أثرت على الدراما العربية ، ففي العام الماضي كان يصور ضعفي ما يصور حالياً .
 
اتحاد العرب تجارياً 
 أما المنتج هلال أرناؤوط (شركة إيبلا) فلديه رؤية مختلفة إلى حد ما إذ يؤكد أنه في العام الماضي لم يكن هناك أزمة المالية وقدموا مسلسل (عرب لندن) بالمشاركة مع روتانا خليجية و (ART) الأمر الذي كان حافزاً لإعادة التجربة في (هدوء نسبي) مع إضافة منتج آخر هو قطاع الإنتاج المصري لأنه من المهم أن يُعرض العمل في مصر .. 
 
ويتابع : "لا أرى أن الهدف في ذلك كان الأزمة المالية وإنما أن نتحد نحن العرب من الناحية التجارية ، هذا بشكل خاص أما بشكل عام فأقول أن الأزمة المالية أثرت فعلاً ، ففي السنة الماضية كان هناك 40 مسلسلاً سورياً أما هذه السنة فالعدد هبط إلى أقل من ذلك بكثير"
وحول الحلول الأنجح للخروج من الأزمة ، قال : يكمن الحل في الإنتاج المميز ، فالإنتاج يعني أن يكون لديك تسويق جيد وللأسف هذا الأمر لا يأخذه الكثيرون في الحسبان .
 
الإنتاج المشترك  
 
الوقفة الأخيرة كانت مع السيدة راوية البياض رئيسة قطاع الإنتاج في اتحاد الإذاعة والتلفزيون في مصر التي أجابت عن سؤال يتعلق إن كان اللجوء للعمل العربي المشترك سببه الأزمة الاقتصادية التي حطت رحالها هنا أم هو التكامل العربي والتوق لإنجاز مسلسل يحمل الصفة العربية ؟.. قالت : من الممكن أن يكون كلا الاحتمالين صحيح ، ولكنه تكامل عربي أولاً ، لأننا نسعى لذلك .. لقد جعلتنا الأزمة العالمية نلجأ للإنتاج المشترك وهذا أمر طبيعي بين الأخوة الأشقاء ، ويمكن القول أنه تكامل فني عربي ممتاز وسيثمر عن عمل متميز جداً .
 

   

 



الكاتب: محطة أخبار سورية

مصدر الخبر: SNS