أحالت مصر الأحد 26 رجلاً إلى المحاكمة في قضية حزب الله اللبناني بينهم 22 رهن الاحتجاز.

وقال النائب العام "عبد المجيد محمود" في بيان: إن التهم الموجهة إليهم تشمل التخابر لحساب المنظمة اللبنانية، وحيازة وتصنيع مواد تعتبر في حكم المفرقعات بغرض استعمالها في أعمال إرهابية تخل بأمن البلاد، وحفر نفق تحت خط الحدود مع قطاع غزة لتهريب البضائع والأشخاص.

والمحالون للمحاكمة أمام محكمة أمن الدولة العليا طوارئ لبنانيان وخمسة فلسطينيين وسوداني واحد و18 مصرياً.

وأعلنت مصر عن القبض على المجموعة التي تقول إنها من كوادر حزب الله في أبريل/نيسان.

وقال حزب الله: إن مصر تحتجز عضواً فيه هو سامي شهاب "محمد يوسف أحمد منصور"، وإن "شهاب" كان يقدم إمدادات عسكرية لغزة بمساعدة ما يصل إلى عشرة أشخاص آخرين.

ونفى الحزب أنه استهدف مصر، و"شهاب" هو المتهم الثاني بين المحالين للمحاكمة.

وجاء في بيان النائب العام أن المتهم الأول لبناني يدعى "محمد قبلان" وهو هارب، وقال البيان: إن "قبلان" يرأس قسم مصر بوحدة دول الطوق بحزب الله.

وتوترت العلاقة بين مصر وحزب الله بعد انتقاد القاهرة لعملية قام بها الحزب عبر الحدود مع إسرائيل وأسر خلالها جنديين إسرائيليين عام 2006 مما تسبب في حرب واسعة شنتها إسرائيل على لبنان.

وشن "نصر الله" هجوماً حاداً على مصر خلال الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة الذي بدأ في ديسمبر/كانون الأول واستمر خلال يناير/كانون الثاني، ودعا الجيش المصري لإسقاط الحكومة لما قال إنه تواطؤ مصري مع إسرائيل من خلال إغلاق معبر رفح الذي يمثل المنفذ الوحيد لقطاع غزة إلى العالم الخارجي.

وقالت مصر: إن "نصر الله" يريد نشر الفوضى في المنطقة لخدمة آخرين، في إشارة إلى إيران فيما يبدو.

ونسب بيان النائب العام إلى أغلب المتهمين التعاون مع العنصرين المتهمين من حزب الله في "تنفيذ أعمال إرهابية ضد السفن والبوارج العابرة بقناة السويس والسائحين الأجانب والمنشآت السياحية".

وقال: إنهم جمعوا معلومات عن تلك الأهداف أمدوا بها العنصرين القياديين اللبنانيين.

وأضاف: إنهم سهلوا سفر البعض ممن يعملون لأهداف هذا الحزب إلى خارج البلاد بطرق مشروعة وغير مشروعة لتلقي التدريبات العسكرية وتدريبات على الرصد والمراقبة والاستطلاع.. ثم العودة إلى البلاد لتنفيذ أعمال إرهابية.

وتابع: إن المتهمين الأول والثاني شاركا 19 متهماً في ارتكاب جريمة التخابر.

ونسب إلى المتهم "سلمان كامل حمدان" وهو طالب من مدينة رفح المصرية أنه حفر وجهز، ومعه آخرون مجهولون، نفقاً تحت الأرض يؤدي إلى مدينة رفح الفلسطينية بقصد استخدامه في إخراج وإدخال الأشخاص والبضائع.

وكانت صحف محلية نشرت قبل الإعلان عن احتجاز المتهمين أن حزب الله ربما يخطط لعمليات ضد إسرائيل انطلاقاً من الأراضي المصرية انتقاماً لمقتل قائده العسكري "عماد مغنية" في انفجار سيارة ملغومة في دمشق.

ويتهم حزب الله إسرائيل بقتل "مغنية".

وقال المحامي "ممدوح الوسيمي" لرويترز: إن المتهمين تنتظرهم عقوبات تتراوح بين السجن لمدة ثلاث سنوات و15 سنة.

وأضاف: إن الإدانة بأكثر من تهمة للمتهم الواحد يمكن أن تؤدي إلى تعدد العقوبات التي توقعها عليه المحكمة.

وقال المحامي "عبد المنعم عبد المقصود" الذي يمثل بعض المتهمين: إن إحالة القضية إلى محكمة أمن الدولة العليا طوارئ، وهي محكمة استثنائية، كانت متوقعة.

وقال لرويترز: إنه طابور طويل جداً من التهم.. أتصور أن هذا كله سيتم تفنيده أمام المحكمة، ولكن هناك طبعاً إشكالية كبرى وهي أن هؤلاء يحالون إلى قضاء استثنائي.

لكن محاكم أمن الدولة العليا كثيراً ما أصدرت أحكاماً بالبراءة في قضايا توقع محامون صدور أحكام قاسية فيها.